مساحة إعلانية
"كان يا ماكان..في قديم الزمان..
كانت هناك حديقة جميلة مليئة بالأشجار والزهور الملونة أزهار حمراء وصفراء وبيضاء .. وكان يجري في الحديقة جدول ماء صغير..
وكانت القطة بوسي قطة صغيرة لها عينان جميلتان وشعر أشقر جميل ، وفي صباح كل يوم تستيقظ بوسي من نومها، وتذهب لتلعب في الحديقة، تركض هنا وهناك وتلهو مع الأزهار والعصافير، وتجري وراء الفراشات الجميلة، وكانت تنظر للفراشات الملونة وهي تطير على جدول الماء، وتتمنى لو أن بإمكانها الطيران مثلها. وعندما تغيب الشمس ترجع بوسي إلى بيتها .. وتقضي ما تبقى من يومها مع أمها..
وفي أحد الأيام، وبينما بوسي تلهو في الحديقة، شعرت بالعطش، فذهبت إلى جدول الماء لتشرب منه، وبينما هي كذلك سمعت صوتًا غريبًا.
ثم سمعت أحدًا يقول:
- صباح الخير.
نظرت بوسي حولها فلمحت ضفدعًا صغيرًا يخرج من الماء ويقترب منها.
- مرحبًا أيتها القطة الجميلة، اسمي ضفدوع، وأنا أعيش هنا عند جدول الماء منذ البارحة فقط، ما رأيك أن نكون صديقين؟
نظرت بوسي إلى الضفدع باشمئزاز وقالت في نفسها:
- ياله من ضفدع قبيح، أنا قطة جميلة لا يمكنني مصادقة ضفدع قبيح مثله.
لم ترد بوسي على سؤال الضفدع وانصرفت عنه دون أن تعره اهتمامًا.
تألم الضفدع كثيرًا من تصرف بوسي، شعر بالحزن وعاد إلى جدول الماء.
استمرت بوسي باللعب والركض وراء الفراشات، وبينما هي تركض وراء إحدى الفراشات دخلت بين مجموعة من الأعشاب الطويلة القريبة من جدول الماء، ثم سقطت في الماء، ولأن بوسي قطة لا تستطيع السباحة أخذت تصرخ:
- النجدة النجدة أنقذيني أيتها الفراشة، أرجوك.
نظرت إليها الفراشة وقالت:
- أنا آسفة جدًا، أنت قطة جميلة لكن لا يمكنني إنقاذك فأنت ثقيلة جدًا علي.
طارت الفراشة بعيدًا واستمرت بوسي بالصراخ طالبة النجدة:
- النجدة النجدة، أنقذوني ، هل من أحد هنا، النجدة.
كان ضفدوع قريبًا من جدول الماء، وسمع صرخة بوسي، فركض مسرعًا إليها، قفز الضفدع في الماء وأمسك ببوسي وساعدها على الخروج من الجدول.
نظرت بوسي لضفدوع وقالت له:
- لقد تصرفت معك بشكل سيء يا ضفدوع، ومع هذا أنقذتني، شكرًا جزيلًا لك.
- لا شكر على واجب أيتها القطة الجميلة.
- اسمي بوسي.. هل يمكنني أن أصبح صديقة لك؟
- بالطبع سآكون سعيدًا بذلك.
- أنت طيب القلب يا ضفدوع، أنا آسفة لما فعلت، هل يمكنك مسامحتي؟
- بالطبع يا بوسي، وستكونين صديقتي من اليوم.
أصبح بوسي وضفدوع صديقان، وأخذا يلتقيان كل صباح ويلعبان معًا، وتعلمت بوسي أن لا تسيء لأحد لأنه شكله غير جميل، وتعلمت أيضًا ألا تقابل الإساءة بمثلها.
وهكذا انتهت قصتنا يا أطفال."
التعليقات