مساحة إعلانية
فكرت يوما بالرحيل فحط حسون على يدها ونام
وكان يكفي ان اداعب غصن دالية على عجل
لتدرك ان كاس نبيذي امتلات
ويكفي ان انام مبكرا لترى منامي واضحا
فتطيل ليلتها لتحرسه
ويكفي ان تجيء رسالة مني لتعرف ان عنواني تغير
فوق قارعة السجون وان
ايامي تحوم حولها وحيالها
امي تعد اصابعي العشرين عن بعد
تمشطني بخصلة شعرها الذهبي
تبحث في ثيابي الداخلية عن نساء اجنبيات
وترفو جوريي المقطوع
انا وهي افترقنا عند منحدر الرخام ولوحت سحب لنا
ولماعز يرث المكان
وانشا المنفى لنا لغتين
دارجة ليفهمها الحمام ويحفظ الذكرى
وفصحى كي افسر للظلال ظلالها
ما زلت حيا في خضمك
لم تقولي ما تقول الام للولد المريض
مرضت من قمر النحاس على خيام البدو
هل تتذكرين طريق هجرتنا الى لبنان
حيث نسيتني ونسيت كيس الخبز كان الخبز قمحيا
ولم اصرخ لئلا اوقظ الحراس
حطتني على كتفيك رائحة الندى
يا ظبية فقدت هناك كناسها وغزالها
لا وقت حولك للكلام العاطفي
عجنت بالحبق الظهيرة كلها
وخبزت للسماق عرف الديك
اعرف ما يخرب قلبك المثقوب بالطاووس
عالمنا تغير كله فتغيرت اصواتنا
حتى التحية بيننا وقعت كزر الثوب فوق الرمل
لم تسمع صدى
قولي صباح الخير
قولي اي شيء لي لتمنحني الحياة دلالها
هي اخت هاجر
اختها من امها
تبكي مع النايات موتى لم يموتوا
لا مقابر حول خيمتها لتعرف كيف تنفتح السماء
ولا ترى الصحراء خلف اصابعي لترى حديقتها على وجه السراب
فيركض الزمن القديم
بها الى عبث ضروري
ابوها طار مثل الشركسي على حصان العرس
اما امها فلقد اعدت
دون ان تبكي لزوجة زوجها حناءها
وتفحصت خلخالها
لا نلتقي الا وداعا عند مفترق الحديث
تقول لي مثلا تزوج اية امراة من
الغرباء اجمل من بنات الحي
لكن لا تصدق اية امراة سواي
ولا تصدق ذكرياتك دائما
لا تحترق لتضيء امك تلك مهنتها الجميلة
لا تحن الى مواعيد الندى
كن واقعيا كالسماء
ولا تحن الى عباءة جدك السوداء
او رشوات جدتك الكثيرة
وانطلق كالمهر في الدنيا وكن من انت حيث تكون
واحمل عبء قلبك وحده
وارجع اذا اتسعت بلادك للبلاد وغيرت احوالها
امي تضيء نجوم كنعان الاخيرة
حول مراتي
وترمي في قصيدتي الاخيرة شالها
التعليقات