مساحة إعلانية
حن
نشاهدُ التلفاز
و أنا أشاهدها
كانت ترتدي زيً أسود
لا يزخرفهُ أيُ شيٍء
سواها
مالت علي صَدْرِي
فغرقت في هواها
إلتفتت يداي حولَ مركز ُالأرضِ
فإحتضنت نواها
نادات علي أنفي بصورٍ خلّابة
تعال وأحصل علي الروائحِ وما أزكاها
رائحتها كانت كليلةٍ من الطوارقِ البرّاقة
وأنا أجلسُ علي الأعشاب أتمعن في ما أسماها
وضعت خدي علي خدِها
وإستمعتُ إلي موسيقة أُذُناها
إنها كانت كصبِ البحرُ من الأمواجَ
و أنا كالشاطئِ مرساها
الذي لا يشتاق سوي السلامَ
طرقَ قلبي بابُ السماء
فهل يوجد من يجيبُ النداء
فبُعثت له أنقى الأهواء
وقالوا
أتينا لإنقاذك من برزخ الأموات
نلبى رغبتُك في زيارةِ الأحياء
في نفَسٍ تُرسل و في نفَسٍ تؤخذ
إذهب في سلام فإنك عائدٌ
هباءَ
و إن رغبتُ ما تشتهي
ليس عليك إلا الإيماء
و في لحظةٍ عابرة
قبلّتني قُبلةَ ساحرة
تذوقت فيها الإنفجار الأكبر
و لحظة ولود الذرةَ الأصغر
لم أستطع سوى تلهفُ الأكثر
زحفت يداي في جناتِ شعرِها العريقة
لونه كالنارِ التي لا تؤذي بل تزداد بريقَ
طافت يداي حول خصرها حتي أخذت الكون في حضني
عناقتني
عناقتني بشدةٍ كالقصيدةِ التي تأوي
و تراقصت ألسنتنا علي صوت لحن لا يدركه العالم الأطرش
ورأى لساني يومئذ تخيلات خيالي
و عجزت الكلمات عن وصف جمال أوهامي
حتي مرّت اللحظةُ الموعودة
وتبعادت أفواهُنا لوهلةٍ غير مقصودة
فتلك هي الفُرقةُ الملعونة
تلاشتُ الحياةَ من أمامي
و ذاب كل الجمالِ في كياني
وتُهت وتاهت في أحلامي
حتى رأيتُ في الغرفة الفارغة إنعكاسي
لا أجد ما أُشاهده
سوى تلفازي
التعليقات