مساحة إعلانية
ولقد وُلدت برحم قلبي فاديًا
هذا الخريفُ فديتُكَ الأوراقَ
إكبرْ فبين يديّ شِعرٌ عابرٌ
للوقتِ تحملهُ يداكَ عناقَ
ولقد وُلدتَ على يدي، هل من خريفٍ
آخرٍ سيحمّلُ الأشواقَ ؟
هل غيرُ عينيكَ اللتين يمرُّ بحرٌ
فيهما قد يصبحانِ عِراقَ ؟
تشرينُ ولّدني بثانيهِ وصرتُ
أبًا بأوّلهِ، لكي نتلاقى
فكأنما امتزجت دماءُ مخاضِ
تشرينين فينا كي نكون رفاقا
أهواك، ثمّ أقولُ أني لم أحبّ
إلاكَ، هل عنّي يجوزُ فراقا؟
يا حاملًا نجوايَ في رحم الإبا
يا فاديًا... يا هاديًا أخلاقا
بيروتُ أمّك أنت، والأبُ بعلبكُّ
وأنتَ شعبٌ طيّبٌ أعراقَ
أوصيكَ كلَ العمرِ أن تبقى يداك
لأرزِ لبناني تثورُ حراق
أن تحفظ اللغة العريقةَ كلّها
عربيةً، أو كن لها سبّاقا
ولكَ العيونُ، فقدّس الأنثى بها
وافرض لها في شرقِنا ميثاقَا
إنّ النساء أيا بني وطنٌ وأرضٌ
مُت بها، وارقى بها خلّاقا
واكبرْ بعيني ثائرًا متمرّدًا
في كلّ ما يهبُ العقولَ نفاقَ
يا أيها الفادي وأنتَ هوى مُرادي
قد فديتكَ بالسما إشراقا
وُلدت حياتي في الخريف، وإنما
ولّدتَ فيّ العشقَ والعشاقَ
فكنِ المُرادَ لكلّ قلبٍ طاهرٍ
وكنِ البلاد وعلّها الآفاقا
د. هادي مراد
التعليقات